الثلاثاء، 30 أبريل 2013

لقاء الطفلة مريم مع امير الشعراء

 لقاء مع أمير الشعراء أحمد شوقي


مريم: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...أهلاً بالشاعر العظيم. يُسعدني -أنا مريم الصحفية الصغيرة المبتدئة- أن أُجري معك هذا اللقاء.

أحمد شوقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبا بصحفية المستقبل.
 مريم: هل لك أن تُعرّفنا قليلاً بنفسك؟! 

 الاسم: أحمد شوقي.
الموطن: مصر/ القاهرة
تاريخ الميلاد: 1868
عِشتُ في حي "المطرية" أحد أحياء القاهرة
والِدي "علي شوقي بن أحمد شوقي" ذو أصل كُردي... و أمّي تُركية الأصل. وأنا مُنْحَدِرٌ من أسرة مثقّفة.
كفلتني جدتي من أمي منذ أن كنت صغيراً.                      
         ​
   
علي شوقي والد الشاعر أحمد شوقي                                        ​
  
 لما بلغت الرابعة من عمري التحقت بالكُتّاب، فحفظت قدرًا من القرآن، وتعلّمت مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحقت بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهرت فيها نبوغًا واضحًا كوفئت عليه بإعفائي من مصاريف المدرسة. درست الحقوق، وبعد عامين نلت شهادة في الترجمة، ثم سافرت لدراسة القانون في الخارج (وتحديدا بفرنسا)؛ وفي هذه الأثناء درست الأدب الفرنسي. وتخرجت في 18 يوليو عام (1893).
عدت إلى مصر بعد الانتهاء من الدراسة في فرنسا عام (1894).

مريم: مدرسة الإحياء والبعث .. لطالما تردد هذا الاسم على آذاننا، نرجو أن تُعرّفنا أكثر بتلك المدرسة؟

أحمد شوقي: مدرسة "الإحياء والبعث" هو اسم أُُطلق على الحركة الشعرية التي ظهرت في أوائل العصر الحديث.
ويُقصد بذلك الاسم، أنه كما تعود الروح إلى الجسد فتحييه من جديد؛ فذاك هو الحال مع الشعر العربي الذي أخذ في الضعف بعد سقوط بغداد في أيدي التتار .. فهو سيعود للنهوض من جديد!!
ويُعَد "محمود سامي البارودي" رائد هذه المدرسة ( أي الإحياء والبعث). وقد التزمت أنا وشعراء آخرون بمنهج هذه المدرسة في تأليف الشعر (كالشعراء حافظ إبراهيم (شاعر النيل)، وأحمد محرم، وعلي الجارم، وغيرهم...)
أمّا منهج هذه المدرسة، فهو مطبوع بسمات الشعر العربي القديم... إذ تقيد الشعراء فيه بالبحور الشعرية المعروفة، وبقافية واحدة في كل قصيدة ..هذا بالإضافة إلى استخدام أساليب المديح والرثاء والغزل والوصف؛ وهي الأغراض التقليديّة في قول الشعر عند العرب.
 وتعد هذه المدرسة إحدى أكبر الأعمال التي ساهمت فيها.

مريم : حسناً ربما سأشارككم في هذه المدرسة مستقبلا لو أُغرمت بقول الشعر، لكن لو تفضلت عدّد لنا البعض من أهم أعمالك الأدبيّة؟

* ديوان الشوقيات
اسم الكتاب: الشوقيات
للمؤلف: أحمد شوقي

​ وهو ديوان يحتوي على كثير من أشعاري، تناولت فيها مواضيع متنوعة ومتعددة. وقد قُسم إلى أربعة أجزاء
تحدثت القصائد في الجزء الأول عن السياسة والتاريخ والاجتماع ، من أشهرها القصيدة "الهمزية" و"نهج البردة".
الجزء الثاني احتوى قصائد الوصف والغزل، و غيرها من القصائد المتنوعة.
الجزء الثالث نظم الشعر بأسلوب الرثاء فقط.
الجزء الرابع يشتمل على قصائد متنوعة:
ففيه قصائد عن السياسة والتاريخ، وفيه قصائد تدل على مناسبات خاصة بي (ولذا أُطلق عليها اسم "الخصوصيات")، وفيه قصائد عن الحيوانات؛ وهي عبارة عن قصص شبيهة بقصص "كليلة و دمنة"، وفيه كذلك قصائد للأطفال.

* المسرحيات:
كنت أنا أول من أدخل الفن المسرحي إلى الأدب في الوطن العربي.. ومن أهم مسرحياتي:
* مسرحية "مصرع كليوبترا"

* مسرحية "مجنون ليلى"... وهي مسرحية شعرية

مريم: إذاً ما سر حصولك على لقب أمير الشعراء يا ترى؟

شهد الجميع بعبقريتي الفذة .. فكانت لي مكانة مرموقة في نفوس جميع الشعراء؛ لذا تم إقامة مهرجان خاص في القاهرة، قام الشعراء فيه بمبايعتي على السيادة في هذا المجال، ومنحوني لقب (أمير الشعراء) سنة 1927م.

  بعدها قام الشعراء بإلقاء القصائد في مدحــي .. منها ما قالــه "حافظ إبراهيم":
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهذى وفود الشرق قد بايعت معي..​

إضافة إلى ما قاله الشاعر "محمود أبو الوفا":
وخالد الشعر سوف يبقى مرايا تجتلي في صفائها الأشيـاء ...

                       يا أمير البيان إنّ بيـاني فيـك اعتنت عبرتـه الأضـواء   

مريم : والآن نريد أن نتعرف على صفات شعرك والمجال الذي اهتممت به؟

أحمد شوقي: أنتِ تُخجلين تواضعي الشديد.. ولكنني سأتحدث بكل وضوح..
تميز شعري بالتنوع؛ فأبدع قلمي في كثير من المواضيع.
فكتبت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وكتبت أيضا مدحا للمعلم تقديرا لقيمته في قصيدة بعنوان "قم للمعلم"، وكتبت في حب وطني مصر.
كتبت في السياسة ومشاكل الدولة "مما كان سبباً لنفيي إلى الأندلس"
إضافة إلى أنني كتبت عن المواضيع الاجتماعية التي رأيتها في عصري.
ومن أكثر ما ميّزني عن غيري من الشعراء هو تعبيري عما يدور بداخلي بكل شفافية ووضوح، فما أعجبني أمتدحته وما خالفته ذممته، غير مبالٍ بصحة ما أتحدث عنه أو خطئه، متجاهلاً رأي الآخرين ..
مما جعل كلماتي متصفة بسمة خاصة هي الصدق!!
استخدمت أسلوب الرثاء بأنواعه الثلاثة: الندب والتأبين والعزاء.
استخدمت أيضاً الغزل بكثرة، إضافة إلى الوصف.

 تميزت بالذكاء والفطنة، وهذا ما يشهده لي زملائي ومُعلمي ..
فتحدث عني الشيخ البسيوني "أحد علماء الأزهر"  مما كان له الدور الأكبر في اهتمامه الخاصّ بي.

مريم : أصدقائي أريد ان أحدّثكم قليلاً عن متحف أحمد شوقي​

 هو متحف يقع على كورنيش النيل في الجيزة بمصر، وقد تم بناء هذا المتحف تكريماً "لأمير الشعراء".

 واتخذ بناء المنزل تصميماً مسرفاً لقصر أبيض اللون، وهو محاط بحديقة خضراء، افتُتح المتحف رسميا في 17 يونيو 1977. يوجد في حديقة المتحف تمثال كبير للشاعر من البرونز قام بنحته الفنان المصري "جمال السجيني". حيث تم ازاحة الستار عن التمثال في الذكرى الخمسين لوفاة الشاعر الكبير. وقد أمرت الحكومة الإيطالية في 1962 بصناعة تمثال للشاعر أحمد شوقي ليوضع في حدائق "فيلا بورغيزي" إحدى أشهر وأكبر حدائق روما، بوصفه فناناً عالمياً.

 داخل المتحف في الطابق الأرضي (وتحديدا في جناح محمد عبد الوهاب) توجد مكتبة "أحمد شوقي"، وهي تحوي 332 كتاباً؛ إضافة إلى مسودات شعره بخط يده. وهناك أيضا أعمال منسوبة للمطرب والملحن "محمد عبد الوهاب" الذي قدمه أحمد شوقي إلى الفن، والذي قدم أعمالاً من كتابة أحمد شوقي. كما توجد مكتبة سمعية عالية التقنية في المتحف تحوي تسجيلات لأداء غنائي لعبد الوهاب بحضور أحمد شوقي.

الطابق العلوي يتضمن غرفة نومه إضافة لغرفة نوم زوجته خديجة شاهين. كما يوجد بغرفة أخرى بالطابق العلوي أكثر من 750 مخطوطة ومسودة لأعمال الشاعر، ومجموعة من اللوحات الزيتية والتحف والصور التي تتعلق بحياة أحمد شوقي.

كما توجد غرفة أخرى تحوي عددا من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير والهدايا التي حصل عليها الشاعر الراحل.

مريم: وفجأة  لمحت أثناء جلوسي شيئاً جعلني حزينة إنه التقويم المعلق على الجدار .. اليوم الذي عُدت إليه إنه...  الرابع عشر من أكتوبر من سنة 1932.
لا يمكنني أن أبقى أكثر .. لا أريد أن أرى رحيل ذلك الشاعر العظيم..
في ذلك اليوم غادر أحد أروع الأدباء .. لكنه خلّف وراءه ذكرى عظيمة ..
ذكرى ستظل عالقة في نفس كل إنسان اهتم بالشعر الراقي
ذكرى شاعر عظيم فتح أبواباً في الأدب العربي لم يطرقها أبداً شاعر قبله ..
الآن سأعود من حيث أتيت، وأترك زمن الفن الجميل .. ولكن قبل عودتي كان علي أن أودع أمير الشعراء أحمد شوقي

أتمنى يا أصدقائي أن تكونوا قد استفدتم من تلك الرحلة الممتعة، وتعرفتم أكثر على شخصيتنا الرائعة...

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | 100 Web Hosting ta3rib : Abed